الإجتهاد المفتوح

فتح باب الإجتهاد
-إن فتح باب الإجتهاد عندنا يعني تعدد الآراء والإجتهادات التي تنتسب إلى أصحابها، ولا يصح نسبتها إلى المذهب إلا إذا كانت من المسائل الإجماعية المتفق عليها عند جميع الفقهاء في مختلف الأعصار وشتّى الأمصار، وهي من المسائل القليلة خارج إطار ضروريات الدين، وهذا يعني أنّه إذا اختار فقيه رأياً في مسألة غير ضرورية فلا يعني ذلك بالضرورة أن يكون رأياً لعموم المذهب.
فالمذهب هو حركة فكرية منفتحة وغير جامدة على قول شخص أو أشخاص إلا في الضرورات والثوابت المتفق عليها من الجميع كما تقدم .
__________
العلامة السيد علي الأمين
من كتاب زبدة التفكير في رفض السب والتكفير-ص١٣-
________
....ثم إن الإختلاف في نتائج الإجتهاد قد يرجع إلى الإختلاف في سند الروايات أو في دلالة النصوص الدينية التي لا تكون قطعية الدلالة، وقد يكون لاختلاف المباني الفقهية لعملية الإستنباط التي أسسها الفقيه في علم أصول الفقه.
وعلى كل حال فإن الإجتهاد لا يعطي صفة القداسة للنتائج التي يتوصل إليها المجتهد لأنه يعبر عن فهم خاص بالفقيه، والفتاوى هي نتائج حركة الإجتهاد وليست نصوصا دينية بالمعنى التشريعي ، والمقدس عندنا هو النص الديني على تقدير ثبوته ، وأما فهم النص الديني فليس من المقدسات التي لا يجوز تجاوزها، ومعظم الفتاوى هي تعبير عن الفهم الذي وصل اليه المجتهد من النظر في النصوص الدينية والقواعد التي أسسها في علم أصول الفقه لعملية الإستنباط، والمعروف عندنا أن فهم عالمٍ في مسألة ليس حجة على بطلان فهم عالمٍ آخر لإمكان أن يكون فهمه لم تكتمل فيه عناصر الحجة والدليل .


العلامة السيد علي الأمين

مجلة جسور الأسترالية-سدني-١٩٩٥-