السبت أكتوبر 27, 2012 4:55 pm من طرف malak
-جريدة الوطن القطرية ـ الخميس 26 / 4 / 2012م ـ حوار نورما أبو زيد خوند .
-أنا لست مع هذه …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 6:20 pm من طرف admin
س ـ ما قراءتكم لمجريات أحداث البحرين، وهل تضعون المعارضة البحرينية في خانة الدمى التي …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 6:13 pm من طرف admin
س ـ ننتقل من دمشق إلى طهران. ما هي برأيكم أبعاد زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبو …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 6:04 pm من طرف admin
س ـ تتبنى إيران مبادرة المبعوث الأممي ولكنها تضع لها خريطة طريق على رأسها بقاء الأسد على راس …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:58 pm من طرف admin
سـ هل بإمكان المعارضات السورية أن تصوغ برنامجا موحدا للمرحلة المقبلة؟
ج- من خلال الأوراق …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:52 pm من طرف admin
س ـ هل تعولون كثيرا على مبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان؟ وماذا لو لم تنجح هذه المبادرة؟ وما …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:46 pm من طرف admin
س ـ هل تعتقدون أن المجتمع الدولي متعجل لإنجاز تسوية سياسية في سوريا؟
ج- لا يبدو من خلال سير …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:38 pm من طرف admin
س ـ بالانتقال من الملف اللبناني إلى الملف السوري، كيف تقرؤون الموقف الخليجي عموما والقطري …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:33 pm من طرف admin
س ـ هذا فيما خص مجلس النواب ولكن ما تقويمكم لتجربة حكومة ميقاتي داخليا ؟
ج - من الواضح أنها …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:25 pm من طرف admin
س ـ من أقرب اليوم إلى مشروع الدولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري أو الأمين العام لـ«حزب الله» …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:20 pm من طرف admin
س ـ كم يمثّل الصوت المعتدل داخل الطائفة الشيعية ؟
ج - الطائفة الشيعية كسائر الطوائف …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:15 pm من طرف admin
س ـ لماذا المزاج الشيعي العام يميل إلى «حزب الله» و«حركة أمل»؟
ج - هذا طبعا بحسب الإعلام. نحن …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 5:09 pm من طرف admin
الوطن القطرية تحاور العلامة السيد علي الأمين
س ـ معظم الرأي العام الشيعي ينظر إلى شيعة «14 …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 4:58 pm من طرف admin
س ـ تقاطعت بعض المعلومات حول حراك تقوده باريس في مجلس الأمن الدولي من أجل إشراك قوة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 4:45 pm من طرف admin
س ـ كيف ترون موقف الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل» من الأزمة السورية، وهل تعتقدون أن …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 4:34 pm من طرف admin
س ـ بداية، هل تؤيدون سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية تجاه ما يجري في …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 4:30 pm من طرف admin
اعتبر العلامة السيد علي الأمين الذي يعتبر علامة فارقة على المستويين اللبناني والعربي، أن …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الخميس أبريل 26, 2012 3:56 pm من طرف admin
جريدة الوطن القطرية ـ الخميس 26 / 4 / 2012م ـ …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
قبس من حياة الأئمة عليهم السلام
قبس من حياة الأئمة عليهم السلام
28 / 04 / 2001
قبس من حياة الأئمة عليهم السلام
مقتطفات من محاضرة آية الله السيد علي الأمين في لندن
لا أجد في حياة الأئمة بعد استشهاد الامام الحسين (ع) سعياً إلى استلام القيادة السياسية.
تكتسب معرفة الأدوار التي قام بها أئمة أهل البيت عليهم السلام والمواقف الصادرة عنهم اتجاه السلطة والحكم أهمية بالغة.
· تأثرت الحركة السياسية لأتباع خط الإمامة في مختلف المراحل بالأدوار والمواقف المنسوبة إلى الأئمة.
· حركة الأئمة في أدوارهم وأقوالهم وأفعالهم تُعِّبر عن رأي الشريعة الإسلامية في القضايا والأحداث.
حاول بعض الدارسين لأدوار الأئمة عليهم السلام أن يُحمِّل حياتهم ويسقط عليها الدور المعاصر الذي حاولت أن تقوم به بعض الحركات الإسلامية وبعض المرجعيات الدينية والفكرية.
لا يصح أن يكون دورنا واضحاً ومحدداً قبل وضوح أدوار الائمة لنا ومعرفة حدودها .
في اعتقادي أن معرفة دور الأئمة في حياة الأمة لا يمكن أن تكون معرفة كاملة وصحيحة إذا عزلناها عن معرفة الدور الذي قام به الأنبياء في حياة الأمم والشعوب.
حركة الأنبياء في حياة الأمم والشعوب كانت هادفة إلى تحقيق أمرين أساسيين في حياة الناس:الهداية والعدالة.
أن الدساتير الحية هي التي تستجيب لمتطلبات الإنسان في تنظيم شؤونه ولا تتصف بالكمال إذا أغفلت ولو ناحية يسيرة من نواحي حياته.
مشروع الهداية يشتمل على التربية والتعليم ومن خلال التربية والتعليم يحصل تطور المجتمع وتقدمه روحياً وازدهاره مادياً.
مشروع العدالة يضمن الأمن والإستقرار ويزيل الإختلاف غير المشروع بين أفراد المجتمع وطبقاته .
الذي نراه أنّه بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام قد تعطل المشروع السياسي العام.
استطاعت السلطات الحاكمة أن تجعل من الأئمَّة بعد الحسين أئمَّة لمذهب في مرحلة الإثبات بعد أن كانوا في موقعهم ثبوتا و إثباتاً أئمَّة لكل الأمّة.
هدف الأئمّة ليس القيام بمشروع إنفصالي يؤدّي إلى إنشاء دولة مذهبيّة بل الهدف الموكول إليهم هو مشروع الأنبياء الشامل للأمّة بأسرها.
وبدأ الائمة بعملية تطبيع العلاقات مع حكومات الأمر الواقع بإزالة رواسب الماضي ومنع العداوات التي يريد الحاكم حصولها إمعاناً منه في تقسيم الأمّة وتحجيم الأئمَّة.
تبدّل المشروع السياسي إلى مشروع الأمّة في المحافظة على كيانها وحدودها وهويّتها والسَّعي إلى تخفيف المعاناة عنها كما هو بيّن من دعائه لأهل الثُّغور كما في الصحيفة السجادية التي تكشف عن صفحات تلك المرحلة التي عاشها الإمام زين العابدين بعيداً عن السياسة .وكان التركيز فيها على القيم والأخلاق وتطبيع العلاقة مع الواقع المعاش.
وهذه التعاليم وأمثالها كانت لمنع العزلة عن الشيعة ودمجهم في مشروع الأمة العام وإلغاء ما يفكر به البعض من امتيازات في الحكم والسياسة.
وعلى العموم فإنّا لا نجد في حياة الأئمة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) سعياً إلى استلام القيادة السياسية ولا نجدُ موقفاً حاداً من مسألة العلاقة مع الحكومات القائمة وهذه المسألة تصل إلى حد الدراية التي لا نحتاج معها إلى رواية .
حاول بعض الدارسين لحياته أن يجعل من رواية صفوان الجمال دليلاً على إنشاء معارضة للسلطة.
الأدلة على المشاركة في السلطة متعددة وليست خاصة بشخصٍ دون آخر ولا بزمان دون زمان آخر إذا توفرَّت الغاية المذكورة في الروايات.
كل ما كان يهمهم أن يتهيأ الجو المناسب لنشر تعاليم الإسلام والدفاع عنها بالحجة والدليل".
والإنتفاضات المسلحة التي كانت تحصل بين فترة وأخرى ضد الحكام في العهدين الأموي والعباسي لم يؤمن الأئمة بجدواها.
الأئمة لا ينطلقون من منطلق الثأر والإنتقام وغايتهم كانت الحفاظ على الأمة وحدةً وكياناً وإن كان ذلك على حسابهم الشخصي.
كانت بعض الحركات تأسست على قاعدة الشعور بالإثم وبسبب هذا الشعور بالإثم لم يعد موقف المسلمين من الحكم الأموي موقفاً عقلياً نابعاً من إدراك بعد الأمويين عن الدين وظلمهم .وإنما غدا موقفاً عاطفياً أيضاً حيث أن هذا الشعور حدا بالكثيرين إلى الثورة كعمل إنتقامي يقصد به التشفي.
وبعض الحركات الأخرى كانت مرفوضة في أساليبها رغم قناعة الأئمة بفشلها وأنها لن تحقق إلا مزيداً من الآلام والمحن كحركة زيد النار.
كانت هذه الإنتفاضات في وادٍ والأئمة في وادٍ آخر وعدم توليهم لقيادتها خير دليل على ذلك.
يجب أن يبقوا جزءاً منها: آمالها هي آمالهم وتطلعاتها هي تطلعاتهم والنظام السياسي الذي تريده الأمة هو نظامهم فليس لهم نظام سياسي أو نظرية سياسية خاصة بهم لعدم وجود الموضوع لهذا الكلام في حياة الأئمة ولا لأتباعهم في عصر الغيبة .
نص المحاضرة:
تكتسب معرفة الأدوار التي قام بها أئمة أهل البيت عليهم السلام والمواقف الصادرة عنهم اتجاه السلطة والحكم أهمية بالغة لدى أتباع خط الإمامة لا تقل أهمية عن معرفة الأخبار المروية عنهم والمتضمنة للأحكام الشرعية وذلك لارتباطها المباشر في تحديد موقعهم ومكانتهم في الحياة والمجتمع فهي تشكل لهم مصدراً من مصادر الفكر السياسي الذي يحدد النظرة إلى السلطة أو طريقة الدعوة الدينيّة ويحدد نوع العلاقة التي تقام مع الحاكم في الواقع الذي يعيشون فيه وفي المحيط الذي ينتسبون إليه .
وقد تأثرت الحركة السياسية لأتباع خط الإمامة في مختلف المراحل بالأدوار والمواقف المنسوبة إلى الأئمة عليهم السلام في حياتهم وكذلك الحال في عصر الغيبة وإلى يومنا هذا لأن حركة الأئمة في أدوارهم وأقوالهم وأفعالهم تُعِّبر عن رأي الشريعة الإسلامية في القضايا والأحداث فهم عدل الكتاب وهم والكتاب خليفة رسول الله فينا القائل فيهما (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا …).
وقد حاول بعض الدارسين لأدوار الأئمة عليهم السلام أن يُحمِّل حياتهم ويسقط عليها الدور المعاصر الذي حاولت أن تقوم به بعض الحركات الإسلامية وبعض المرجعيات الدينية والفكرية مع أن الدور الذي تقوم به هذه الحركات اليوم يجب أن نبحث عن الدّليل عليه في الأصل في دور الأئمة عليهم السلام في مواجهة الأحداث ولا يصح أن يكون دورنا المتأخّر عنهم، مرجعاً في فهم حياتهم وأدوارهم ودليلاً على شرعيّة ما نقوم به من أعمال وما نحمله من مشاريع سياسيّة ولا يجوز أن يكون دورنا المتأخر واضحاً ومحدّداً قبل وضوح أدوار الأئمة لنا ومعرفة حدودها.
وفي اعتقادي أن معرفة دور الأئمة في حياة الأمة لا يمكن أن تكون معرفة كاملة وصحيحة إذا عزلناها عن معرفة الدور الذي قام به الأنبياء في حياة الأمم والشعوب لأن الإمامة عندنا هي امتداد لحركة الأنبياء والرسل وهي حلقة من حلقات الإصلاح والتغيير فهي تتكامل معها ولا تنفصل عنها وقد يشير إلى هذا المعنى قول الإمام علي(ع) في نهج البلاغة:
(أيها الناس لقد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم وأديت لكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم ) وفي كلام الإمام الصادق عليه السلام في زيارة وارث للإمام الحسين الشهيد إشارة إلى هذا المعنى أيضاً حيث خاطبه بالقول:
(السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، ووارث عيسى روح الله ووارث محمد حبيب الله …)
وفي كلام الإمام الرضا عليه السلام في تحف العقول (أن الإمامة منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله وخلافة رسوله(ص)ومقام أمير المؤمنين وخلافة الحسن والحسين…الإمام يحلل حلال الله ويحرم حرامه ويقيم حدود الله ويَذبُّ عن دين الله ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة…).
فإن المستفاد من هذه الكلمات وسواها أن الإمامة هي التي تستمر من خلالها الرسالة التي حملها الأنبياء ثباتاً على النهج ومُضياً على الطريق إكمالاً للمسيرة وحفظاً للأهداف والغايات . وباختصارٍ هي الحركة الوارثة لحركة الأنبياء وبلحاظ هذا الدور المرسوم للإمامة فقد شكلت الإمامة الصيغة التنظيمية المثلى في نظام حركة الأنبياء وبقاء مرجعيّتهم ومشروعهم على قيد الحياة بعد غياب أشخاصهم وانتهاء مدّتهم فكانت الإمامة تعبيراً عمليّاً عن ملأ الفراغ القيادي الحاصل فلا تترك الأمّة بدون مرشد يرشدها ولا تترك الشريعة بدون حافظ يحفظها بالقيام بمهمّة نشرها وتعليم أحكامها.
فكما أن الدساتير الحية هي التي تستجيب لمتطلبات الإنسان في تنظيم شؤونه ولا تتصف بالكمال إذا أغفلت ولو ناحية يسيرة من نواحي حياته كذلك الحال في الأمم الواعية فهي التي لا يحصل فيها فراغ على مستوى القيادة يؤدي بها إلى النزاع والاختلاف وضياع الانجازات و الأهداف وقد عبرت السيدة الزهراء عليها السلام عن هذه العملية التنظيمية الراقية باختيار نهج الإمامة بقولها ( وجعل الله إمامتنا أماناً من الفرقة وطاعتنا نظاماً للملّة).
الملامح العامة لمشروع الأنبياء:
الرّسالة أوّلاً و بالذّات والسّلطة ثانياً و بالعرض
وبالعودة إلى القرآن الكريم الهادي إلى الحق والمنقذ من الضّلال يمكن العثور على مجموعة من الآيات المباركة التي تدلّنا بشكل واضح على المشروع الإصلاحي الكبير الذي سعى الأنبياء لتحقيقه في حياة المجتمع البشري والذي أوكل للأئمة والأوصياء بعدهم الاستمرار في مواصلة الدور القيادي حفاظاً عليه وسعياً لتطبيقه.
وهذه المجموعة من الآيات منها قوله تعالى في سورة آل عمران -164-:(لقد مَّن الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
ومنها قوله تعالى:(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون )البقرة-151-
ومنها قوله تعالى(فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)البقرة-213-
ومنها قوله تعالى(وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)النساء-58-
ومنها قوله تعالى(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)الحديد-25-
ومنها قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبَيِّنَ لهم…)
ومنها قوله تعالى(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور)إبراهيم5-
ومن خلال الجمع بين هذه الآيات المباركات نستفيد أن حركة الأنبياء في حياة الأمم والشعوب شكّلت دعوة هادفة إلى تحقيق أمرين أساسيين في حياة الناس:الهداية والعدالة والأمر الأول يشتمل على التربية والتعليم كما جاء في قوله تعالى الذي قرأناه(ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ..) ومن خلال التربية والتعليم يحصل تطور المجتمع وتقدمه روحياً وثقافيّاً والأمر الثاني وهو العدالة يضمن الأمن والإستقرار و يشكّل قاعدة للإزدهار المادّي ويزيل الإختلاف غير المشروع بين أفراد المجتمع وطبقاته.
ومن الواضح من خلال هذه الآيات وغيرها مضافاً إلى سيرة الأنبياء أنّ الدّاعي الأساسي لبعثة الرّسل والأنبياء هو داعي الهداية والإيمان والإصلاح بين النّاس و إرشادهم إلى سواء السّبيل وإقامة الحجّة عليهم ولم يكن مشروع السّلطة السّياسيّة أساسيّاً في الدّعوة إلى الرّسالة ولذلك نرى أنّ عدداً قليلاً من الأنبياء و الرّسل وصل إلى موقع السّلطة السّياسيّة عبر التّاريخ الطّويل وكان يحصل ذلك عندما تتوفّر جملة من العوامل منها إرادة النّاس واختيارهم على قاعدة قوله تعالى ( أفنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) .
هذا هو الدّور الأوّلي الّذي ورثه الأئمّة عليهم السلام عموماً و حملوا مشروع الأنبياء في التّبليغ والتبشير والإنذار والتّعليم و الهداية والإرشاد. وقد توفّرت لبعضهم الأسباب لاستلام السّلطة السّياسيّة كما حصل للإمام علي والإمام الحسن عليهما السّلام وتولّى الإمام الحسين (ع) قيادة مشروع سياسي في ظروف معلومة بعد دعوة النّاس له و تمسّكهم بإمامته وقيادته لإنقاذهم من التعسّف و الإضّطهاد فخرج لتحقيق الإصلاح في أمّة جدّه.
والذي نراه أنّه بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) وأصحابه وأهل بيته قد تعطل المشروع السياسي الثانوي بفعل المتغيّرات التي حصلت في جسم الأمّة الإسلاميَّة بعد ذلك إلى يومنا هذا واستمرّ عمل الأئمّة (ع) بعده على الدّور الأوّلي في حفظ الشّريعة وتبليغ أحكامها وتعليمها فيما يسمّى بالمشروع الثّقافي العام الذي يرفع مستوى الوعي في الأمّة و يجعلها أكثر قدرة على تحسين مواقع الإرادة و الإختيار في شؤونها السّياسيّة والإجتماعيّة انطلاقاً من ثقافتها الدّينيّة الّتي أخذوها من مدرسة الأئمّة و العلماء الوارثين. وقد يقع نتيجة لذلك اختيار الأمّة والجماعة على النموذج الأفضل للقيام بمهمّة القيادة السّياسيّة وهو الإمام إضافة لقيامه بالمهمّة الأساسيّة وهي مهمّة الهداية والإرشاد، وقد يقع اختيارهم على نموذجٍ دونه في الفضل للقيام بمهمّة القيادة السيّاسيّة ونظم الأمر وهذا ينسجم في الأصل مع حريّة الإنسان واختياره ومقدار وعيه و اقتداره.
وليست النبوّة وكذلك الإمامة من المناصب الإلهيّة الّتي تجبر الإنسان على موافقتها ومتابعتها وتجعله مسلوب الإرادة و الرّأي أمامها فالإمامة جزء من التشريعات الدّينيّة الّتي لا تفرض على النّاس بالإكراه كما في قوله تعالى : ( لا إكراه في الدّين ). وممّا يشهد أنّ الإمامة لم يكن دورها الأساسيّ في القيادة السّياسيّة وإنّما هو دور في المرجعيّة الدّينيّة المنصوبة لهداية الخلق أنّ الإمامة هي وارثة للنبوّة وأنّ الهدف الأساسي والأوّلي من بعثة الرّسل والأنبياء هو مشروع هداية الخلق إلى الحقّ ولم يكن مشروع السّلطة السّياسيّة أساسيّاً في دعوة الهداية والإرشاد وكذلك الحال بالنّسبة إلى الأئمّة والإمامة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنّبوّة فلا تزيد عليها في مشروعها الأساسي وفي كونها دعوة ورسالة أوّلاً و بالذّات قبل أن تكون حكومة وسلطة سياسيّة ثانياً وبالعرض. وهذا ما يفسّر لنا حركة الأنبياء الّذين لم تكن السّلطة من أهدافهم ولم يسعوا إليها وكانوا يحملون مشاعل الهداية والإيمان وفيهم من كان يحمل لقب الإمام ويتبوّأ منصب الإمامة بقرار إلهيّ كما جاء في قوله تعالى بالنّسبة إلى النّبي إبراهيم عليه السّلام ( قال إنّي جاعلك للنّاس إماماً ).
فقد جُعل النّبي إبراهيم الخليل إماماً بمقتضى هذا النّص القرآني ولم يكن صاحب سلطة سياسيّة. وكان علي بن أبي طالب يحمل لقب الإمام ولم يقم بأي دور سياسيّ في حياة الخلفاء الرّاشدين وكان الحسن والحسين وهما صغيران يحملان لقب الإمامة في حياة جدّهما رسول الله (ص) حيث ورد عنه الحديث ( ولداي هذان الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا). وممّا يشهد أيضاً أنّ الإمامة أمرها في الأصل قائم على الهداية والإرشاد قوله تعالى ( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا ) الأنبياء 73، وقوله تعالى : (واجعلنا للمتّقين إماماً) الفرقان 74، وقوله تعالى: (وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا ) السّجدة 24.
والمستفاد من هذه الآيات وغيرها أن الإمامة ليست موقعاً سياسيّاً في الأصل وإنّما هي موقع الهداية الرّبّانيّة الدّاعية إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة اقتداءاً بالرّسل والأنبياء و تشهد على ذلك سيرة الأنبياء الّتي أشرنا إليها فيما سبق وكذلك سيرة الأوصياء الّذين ابتعدوا عن مشاريع السّلطة السّياسيّة وأخذوا بدور التّعليم و التّربية ولذلك لا نرى تنافياً وتناقضاً بين انعدام الدّور السّياسي للنّبي والإمام وبين منصبي النبوّة والإمامة.
وقد حصل الإنقسام الحادّ في جسم الأمّة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) فانقسمت إلى مذاهب وطوائف ساعدت عليه السّلطات الحاكمة الّتي تمكّنت أن تجعل من الأئمّة بعد الإمام الحسين أئمّة لمذهب ممّا يضعف الموقع القيادي العام في الأمّة الّذي يشكّل شرطاً موضوعيّاً لقيادة مشروع سياسيّ يحكي تطلعات الأمة بشكل عام.
وقد كانت هذه الطّريقة التّقسيميّة الّتي اعتمدت من قبل الحكّام من أشدّ الطّرق خطورة حيث أدّت إلى عزل قطاعات كبيرة من الأمّة عن الأئمّة حيث أصبح لكلّ مذهبٍ مرجعيّته الدّينيّة الخاصّة به. ومن خلال تلك الانقسامات الكبيرة التي حصلت بفعل الأحداث و الصّراعات تمّ إبعاد الأمّة في معظم مكوّناتها عن مرجعيّتها في شؤون الدّين المتمثّلة بالأئمّة ومدرستهم وهي الّتي كانت تمهّد الطّريق للرّجوع إليهم في عالم الدّنيا والسّياسة.
دور الأئمة بعد الإنقسام
وبعد أن أصبح الإنقسام أمراً واقعاً وتبنَّت السلطات القائمة هذه الحالة وروّجت لها في مختلف الأقطار الإسلامية أصبح دور الأئمة بعيداً عن السّعي لتولّي القيادة السياسية وبدا دورهم منحصراً في مواجهة هذه الحالة المستجدة والخطيرة من خلال بثِّ التّعاليم التي تؤدّي إلى الحدّ من آثار الإنقسام السَّيِّئة وتبقي على الشّيعة جزءاً لا ينفصل عن جسم الأمّة الكبير في التّطلّعات والطّموحات و المصير والأهداف وهدف الأئمّة ليس القيام بعمل إنفصالي يؤدّي إلى إنشاء دولة مذهبيّة لأنّ الأئمّة بمقتضى موقعهم يحملون في الأصل مشروع الأنبياء الأوّلي في الهداية و الإرشاد و التّزكية و التّعليم وهو يحفظ للأمّة وحدتها وكيانها وإن كانت القيادة السياسيّة للأمّة من غيرهم.
وبعد أن تعطّل المشروع الثانوي الذي يشكلّون القيادة له، لم يبق أمامهم سوى العمل على خطٍّ آخر يحفظون به أمّة الإسلام من مزيدٍ من التمزق والإنقسام. ولأنّهم يرفضون المشاريع الفئويّة والطائفيّة الّتي تساهم في تقسيم الأمّة وإضعافها وتصديع وحدتها، بدأوا بعملية تطبيع العلاقات مع حكومات الأمر الواقع بإزالة رواسب الماضي وأسباب العداوات التي يريد الحاكم بقاءها وترسيخها إمعاناً منه في تقسيم الأمّة وتحجيم الأئمَّة عليهم السلام.
وبدأ التَّبشير في عهد الإمام الصادق(ع) بأنّ تحقيق المشروع السّياسي الثّانوي لن يتحقّق في زمن الأئمّة وهو موكول إلى صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه بعد غيبته الطّويلة الّتي يرتاب فيها كثيرون كما جاء في الإحتجاج عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال:سمعت الصادق عليه السلام يقول:(إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدَّ منها يرتاب فيها كلُّ مبطل قلت له:ولم جعلت فداك قال لأمر :لا يؤذن لي في كشفه لكم) وما قاله الإمام الصادق عليه السلام عندما عرض عليه التَّصدِّي للقيادة السياسية (لا الزمان زماني ولا الرجال رجالي) يؤكد الإنصراف عن المشروع السياسي إلى المشروع الثقافي والتّعاطي مع الواقع الجديد وقد بدأ هذه المسيرة من التّطبيع الإمام زين العابدين عليه السلام الذي لم يجد أيَّ فرصة للتحرك والأتصال بشيعته وأنصاره كما ذكر الشهيد مطهري في كتابه (من حياة الأئمة). فكيف يكون من قبله سعي للقيادة السياسية وليس له قدرة على الإتصال بقواعده وكيف يمكن إيصال المشروع السياسي في ظلِّ تلك الظروف القاسية . وقد تبدّل المشروع السياسي إلى مشروع الأمّة في المحافظة على كيانها وحدودها وهويّتها وثقافتها الدّينيّة والسَّعي إلى تخفيف المعاناة عنها كما هو بيّن من دعائه لأهل الثُّغور كما في الصحيفة السجادية التي تكشف عن صفحات تلك المرحلة التي عاشها الإمام زين العابدين بعيداً عن السياسة .وكان التركيز فيها على القيم والأخلاق وتطبيع العلاقة مع الواقع المعاش وإصلاحه عن طريق العمل الثّقافي قدر المستطاع.
وفي بعض الروايات ما يؤكد انصرافه عن السياسة كما روي أن عباد البصري لقي علي بن الحسين في طريق مكة فقال له:يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه والله يقول إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله…إلى آخر الآية) فقال : علي بن الحسين إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم افضل من الحج )الإحتجاج.
ومن كلماته التي يستفاد منها القيام بعملية التطبيع (وأما حق سائسك بالسلطان فأن تعلم بأنك جعلت له فتنةً وأنه مبتلىً فيك بما جعل الله له عليك من السلطان وأن تخلص له في النصيحة وأن لا تماحكه وقد بسطت عليك يده فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه وتذلَّل وتلطف لإعطائه من الرضى ما يكفه عنك ولا يضر بدينك وتستعين عليه في ذلك بالله )- "تحف العقول".
ويذكر بعض أهل السير أن جماعةً من العراق جاءت تريد الإمام علي بن الحسين وبعد أن دخلوا عليه ذكروا أبا بكر وعمر وعثمان بسوء ونالوا منه فقال لهم : ألا تخبروني من انتم!؟ أنتم من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون.قالوا :لا . قال: أفأنتم من الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبُّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةً فقالوا :لا فقال: أما أنتم قد تبرأتم من أن تكونوا من هذين الفريقين وأنا أشهد : أنكم لستم من الذين قال الله في حقهم ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا) أُخرجوا فلا بارك الله فيكم .سيرة الأئمة -السيد هاشم معروف.
واستمر هذا النهج من التطبيع والإنصراف عن المشروع السياسي في حياة الإمام الباقر عليه السلام كما جاء في سيرة الأئمة -للسيد هاشم معروف-عن الإمام الباقر(وقد علمته الأحداث الماضية مع آبائه وخذلان الناس لهم في ساعات المحنة أن ينصرف عن السياسة وشؤون السياسيين). وكان يقول لشيعته(عليكم بصدق الحديث والورع والإجتهاد وأداء الأمانة لمن أئتمنكم عليها براً كان أو فاجراً فلو أن قاتل علي بن أبي طالب أئتمنني على أمانة لأديتها إليه).
وإذا كان هذا هو الحكم مع قاتل الإمام علي، وهو الفصل بين مرتكب الجريمة وسائر الحقوق الثابتة له، التي لا يسقط أداؤها بوقوع الجريمة، فكيف يكون الحكم بالنسبة إلى الّذين لم يكن لهم علاقة بهذه الجريمة من الأجيال المتعاقبة؟!. وفي ذلك دعوة واضحة لهجر الماضي وتجاوز آثاره السّيّئة الّتي ساهمت في الإنقسام وتأجيج نار العداوة في صفوف الأمّة. وكان يقول لشيعته:
(شيعتنا بركة على من جاوروا وسلم لمن خالطوا وإذا غضبوا لم يظلموا…..)
(شيعتنا كانوا يعرفون بالتّواضع وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير…)-تحف العقول.
وبقي هذا التوجه قائماً في زمن الإمام الصادق (ع)حيث انصرف عن المشروع السياسي إلى المشروع الثقافي وكان التخلي عن القيادة السياسية في عصره أمراً في غاية الوضوح وقد روي عنه وهو في مجلس المنصور أنه قال له: (لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من بيتك قول من حرم الله عليه الجنة …إلى أن قال للمنصور: ونحن لك أعوان وأنصار ولملكك دعائم وأركان ما أمرت بالمعروف والإحسان وأمضيت في الرعية أحكام القرآن…)-البحار.
وكانت عملية التطبيع لقواعده الشعبية مع الأوضاع المستجدة مستمرة على نهج الإمامين الباقر والسجاد عليهما السلام وكان يقول لأصحابه(عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز ، إنه لا بد لكم من الناس إن أحداً لا يستغني عن الناس حياته والناس لا بد لبعضهم من بعض)وقال :لمعاوية بن وهب عندما سأله كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟قال:تنظرون الى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون فوالله إنهم ليعودون مرضاهم ويشهدون جنائزهم ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ويؤدون الأمانة إليهم) .
وهذه التعاليم وأمثالها كانت لمنع العزلة عن الشيعة ودمجهم في مشروع الأمة العام وإلغاء ما يفكر به البعض من امتيازات في الحكم والسياسة وكان يؤكد على لزوم متابعة الأئمة فيما يقولون ويعملون مع الحاكم كما جاء عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله(ع)يقول: اتقوا الله وعليكم بالطاعة لأئمتكم قولوا ما يقولون واصمتوا عما صمتوا فإنكم في سلطان من قال الله تعالى ( وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال )يعني بذلك ولد العباس (وكأنه يقصد الدولة العباسية كلها)فاتقوا الله فإنكم في هدنة ، صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وأدوا الأمانة إليهم).
فكأنه عليه السلام كان يخشى من قيام بعض الشيعة بعمل يؤدي إلى عزل الشيعة وضربهم من قبل السلطات الحاكمة من دون أن يعود ذلك بفائدة في ظل تخلي الإمام عن القيادة السياسية وكان يؤكد على حضور الشيعة في مجالسهم حتى لا تفسر السلطات الحاكمة غيابهم عن الساحة الإجتماعية بأنه إعداد من قبلهم لعمل ضد النظام القائم ولمنع العزلة الطّائفيّة والحدّ من آثار الإنقسام المذهبي. وكان ينبههم على ما يصيبهم من حرمان إذا خالفوا تعاليمه بقوله (ثلاثة من فرط فيهن كان محروماً (إستماحة جواد ومصاحبة عالم واستمالة سلطان).
وعلى العموم فإن تخلي الإمام الصادق عليه السلام عن مشروع القيادة السياسية كان من الواضحات من خلال المواقف التي وقفها ومن خلال التعاليم التي نشرها وجاء في كتاب الشهيد مطهري (من حياة الأئمة) (أن الإمام الصادق اعتزل أمر الحكومة والخلافة ولم يقم بأي عمل ينم عن تطلعه إلى الإمساك بزمام السلطة والزعامة برغم الفرص التي لاحت أمامه وبرغم أن الساحة السياسية كانت تعج بالأحداث والتطورات التي يمكن استغلالها والإستفادة منها بصورة من الصور.).
وعلى العموم فإنّا لا نجد في حياة الأئمة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) سعياً إلى استلام القيادة السياسية ولا نجدُ موقفاً حاداً من مسألة العلاقة مع الحكومات القائمة وهذه المسألة تصل إلى حد الدراية التي لا نحتاج معها إلى رواية .
والإمام الكاظم عليه السلام صاحب الذكرى سار على نهج آبائه كما جاء في تساؤلات القاعدة الشيعية التي سألت الإمام الرضا عليه السلام أن يسكت كما سكت آباؤه -الأئمة الإثنا عشر-عادل الأديب-.
ولم يكن هناك ما يشير إلى إعدادٍ بحجم القضية المطلوبة حتى على مستوى القاعدة الشعبية في زمان الإمام الكاظم (ع)الذي قضى مدةً طويلة في السجن من دون تحركٍ يذكر من قبلها لإخراجه من السّجن أو إثارة قضَّيتهِ لدى عموم الشعب للضغط على السلطة في إخراج الإمام من السّجن.
وهذا يشير بوضوح إلى ابتعاد الإمام الكاظم عليه السلام عن مشروع القيادة السياسية واستمر على نهج أبيه الصادق عليهما السلام في نشر العلم والمعرفة دون تطلع إلى حكمٍ وخلافة ،كما جاء فيما رواه الخطيب في تاريخ بغداد عن الفضل بن الربيع عن أبيه الذي استدعاه المهدي العباسي للمجيء بالإمام الكاظم إليه ولما أحضره قام المهدي وعانق الإمام وأجلسه إلى جانبه وقال له يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين الساعة وهو يقرأ عليَّ هذه الآية : (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) أفتؤمِّنني أن لا تخرج عليَّ ولا على أحدٍ من ولدي فقال الإمام الكاظم والله ما فعلت ذلك أبداً ولا هو من شيمتي فقال المهدي: صدقت إلى آخر الرواية.
وفي سيرة الأئمة للسيد هاشم معروف (شاهد الإمام الكاظم موقف الحكام مع أبيه الذي كان منعزلاً عن الخلافة والسياسة إلى الدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه..)وفيها أيضاً(ويبدوا من المرويات التي تعرضت لتاريخه أنه بقي طيلة حياته يتقي شر العباسيين ولا يسمح حتى لشيعته وتلامذته من الإتصال به بالشكل الذي اعتادوه في عهد أبيه وحتى أن رواة أحاديثه قلما كانوا يروون عنه بإسمه الصريح وبقي الإمام على نفس النهج التعليمي بعيداً عن السياسة في زمن الرشيد الذي ضيق على الإمام الخناق متنقلاً به من سجن إلى سجن حتى قضى شهيداً بالسم الذي دسه إليه.
ويقول الشهيد مطهري "وكان الرشيد يحس بالخطر من ناحية الإمام الكاظم مع أن الإمام لم يكن أبداً بصدد القيام والثورة ولم يقم بأي خطوة في اتجاه تشكيل حركة أو تنظيم يهدد السلطة القائمة"من حياة الأئمة.
وقد حاول بعض الدارسين لحياته أن يجعل من رواية صفوان الجمال دليلاً على إنشاء معارضة للسلطة والتي ورد فيها قول الإمام عليه السلام"يا صفوان كلُّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً فقال صفوان:جعلت فداك أيّ شيء؟ قال (ع): كراؤك جمالك من هذا الطاغية _يعني هارون_فقال: والله ما أكريته: أشراً ولا بطراً ولا للعب ولا للهو ولكن أكريته لهذا الطريق _يعني مكّة_ ولا أتولاّه بنفسي ولكن أبعث معه غلماني فقال له الإمام:يا صفوان أيقع كراك عليهم؟ قال:نعم جعلت فداك فقال:أتحب بقاءهم حتّى يخرج كراك؟قال: نعم.فقال"ع" من أحب بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان وارداً للنار) .
وقد ناقش هذه الرواية الإمام الخوئي قدس الله سرّه في سندها تارة وفي دلالتها أخرى حيث إنّها لا تدلُّ على عدم جواز العمل لدى السلطان مطلقاً فلو كان جواب صفوان (أنّي لا أحبُّ بقاءهم حتّى يخرج كراي) فلا تنطبق الكبرى التي ذكرها الإمام"ع"من أحب بقائهم فهو منهم ومن كان منهم كان وارداً للنار فالرواية ناظرة بحسب الدّلالة إلى حبّ بقاء السّلطة الظّالمة وليست ناظرة إلى العلاقة معها و المشاركة فيها وقد عرفت أنّ المعارضة السياسية لم تكن موجودة بالشكل الذي يدلُّ على فاعليّتها في حياته.
الأئمة والمشاركة في السلطة
ويدلُّ على موقفه الإيجابي من المشاركة في السلطة،موقفه من عليِّ بن يقطين وهي ليست قضيّة خاصّة واستثنائية بل هي قضيَّة عامّة كما يظهر من قولة(ع): "كفـّارة عمل السلطان قضاء حوائج الإخوان" ومن نهيه الموجّه إلى عليِّ بن يقطين عن ترك العلاقة و المشاركة معهم حيث قال له:
"لا تفعل فإن لنا بك أنساً ولإخوانك بك عزاً وعسى الله أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك ثائرة المخالفين عن أوليائه". فإن التـّعليل الموجود في الرواية يجعل من المشاركة أمراً مشروعاً لغير الشّخص إذا توفـّر فيه التـّعليل المذكور في الرّواية بأن كانت المشاركة لتحسين أوضاع الناس وحماية حقوقهم ومصالحهم.
وقد ذكر الإمام الخوئي "قده" في مصباح الفقاهه في بحث الولاية عن السلطان الجائر بعد أن نقل دعوى الإجماع على جواز المشاركة في السلطة والحكم وبعد أن ناقش في الإجماع المذكور قال: بأنّ العمدة في الدليل على جواز الولاية من السلطان الجائر للوصول إلى قضاء حوائج المؤمنين الأخبار المتظافرة الظاهرة في جواز ذلك وبعضها وإن كان ضعيف السند ولكن في المعتبر منها غنىً وكفاية وبهذه الأخبار نخرج عن المطلقات الظاهرة في حرمة الولاية من قبل السلطان الجائر .
وقد ذكرنا بعض الأخبار قبل قليل ومنها:"إن لله مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه "وفي بعضها"أولئك عتقاء الله من النار"وهذا يعني أن الأئمة وقفوا موقفاً إيجابياً من مسألة المشاركة في السلطة إن لم نقل بأنه كان موقفاً على نحو الوجوب قضاءاً لحوائج المؤمنين فإن الخلق عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله ناهيك عن الروايات الدالة على لزوم الإهتمام بأمور المسلمين.
وفي شأن المشاركة في السلطة مع الحاكم الظالم قال الشهيد مطهري :"وهكذا فإن فقهنا بالإستناد إلى سيرة الأئمة(ع)-وإلى القرآن أيضاً -يجيز للإنسان المؤمن بل يوجب عليه أحياناً إذا اجتمعت شروط معينةأن يشغل منصباً في الجهاز الحاكم الظالم ، وذلك بهدف التقليل من المظالم والمفاسد ،أو خدمات للمؤمنين" - من حياة الأئمة-.
وقد استد ل الإمام الرضا على جواز ذلك بطلب النبي يوسف للمشاركة في سلطة عزيز مصر عندما قال له كما حٌكي في القرآن الكريم(إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم).
وعلى كل حال فقد عرفت أن الأدلة على المشاركة في السلطة متعددة وليست خاصة بشخصٍ دون آخر ولا بزمان دون زمان آخر إذا توفرَّت الغاية المذكورة في الروايات.
وقد بقي هذا النهج من الإنصراف عن المشروع السياسي معتمداً في حياة الأئمة بعد الإمام الكاظم (ع)حتى من الإمام الرضا(ع) الذي عرضت عليه القيادة السياسية للأمة ورفضها لأسباب معروفة لسنا في معرض ذكرها في هذه الذّكرى الخاصّة بالإمام الكاظم (ع).
وقد ذكر السيد هاشم معروف في كتابه -سيرة الأئمة:"لقد كان الإمام الرضا (ع) كغيره من أئمة أهل البيت (ع) -يقصد الأئمة الذين سبقوه إبتداءاً من الإمام زين العابدين (ع)-تحت الرقابة من حكام عصره بالرغم من أنهم لم يفكروا في الخروج على الحاكمين ولا في السلطة التي يتنافس عليها الناس وكل ما كان يهمهم أن يتهيأ الجو المناسب لنشر تعاليم الإسلام والدفاع عنها بالحجة والدليل".
والإمام الجواد(ع)قد فارق الحياة في ريعان شبابه وكان رهن الإقامة الجبرية وليس في حياته ما يدل على تشكيل أي نوعٍ من أنواع التنظيم ضد السلطة أو القيام بأي تحرك باتجاه الإمساك بها أو المنافسة عليها وقد توفي بين الخامسة والعشرين والثلاثين من عمره الشريف".
وانصرف الإمام أبو الحسن"الهادي"عن السياسة والسياسيين كآبائه إلى خدمة الإسلام عن طريق الدفاع عن أصوله ونشر فروعه وتوفي عن عمر يناهز الثانية والأربعين "سيرة الأئمة".
وقد توفي الإمام العسكري في الثامنة والعشرين من عمره وقد فرض الحكام عليه الإقامة الجبرية إلى جوارهم كما فرضوها على أبيه من قبل وسلطوا عليه أجهزتهم وسجنوه خلال السنوات القليلة من إمامته أكثر من مرة "سيرة الأئمة".
وفي ظل هذه الأجواء إضافة إلى ما ذكرناه من واقع الإنقسام لا يبقى مجال للعمل السياسي في السرِّ ولا في العلن أيضاً خصوصاً وأن القيادة كانت معزولة عن قواعدها في أغلب الأحيان وقد كانت محاولات عزل الأئمة عن قواعدهم الشعبية من الخصائص العامة للمرحلة الثالثة من عملهم(ع)فكان الرضا والهادي والجواد والعسكريان عليهم السلام على الأغلب معزولين عن قواعدهم الشعبية ومطاردين سياسياً من قبل حكام زمانهم ""الأئمة الإثنا عشر".
الأئمة والإنتفاضات المُسلَّحة
يضيف سماحة آية الله السيد علي الأمين:
- والإنتفاضات المسلحة التي كانت تحصل بين فترة وأخرى ضد الحكام في العهدين الأموي والعباسي لم يؤمن الأئمة بجدواها وقد كانت بعض هذه الإنتفاضات مختلفةً مع الأئمة (ع) في المنطلقات والغايات فالأئمة لا ينطلقون من منطلق الثأر والإنتقام وغايتهم كانت الحفاظ على الأمة وحدةً وكياناً وإن كان ذلك على حسابهم الشخصي آخذين في ذلك بالمبدأ الذي أعلنه الإمام علي (ع)" لأسلِّمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورٌ إلاّ عليَّ خاصّة".
وقد كانت بعض الحركات تأسست على قاعدة الشعور بالإثم من خلال التقصير الذي ظهر منهم أو من قومهم خلال حركة الإمام الحسين (ع)"وبسبب هذا الشعور بالإثم لم يعد موقف المسلمين من الحكم الأموي موقفاً عقلياً نابعاً من إدراك بعد الأمويين عن الدين وظلمهم .وإنما غدا موقفاً عاطفياً أيضاً حيث أن هذا الشعور حدا بالكثيرين إلى الثورة كعمل إنتقامي يقصد به التشفي ، وهذا يفسر لنا كثيراً من الثورات الفاشلة التي كان من البيِّن فشلها قبل اشتعالها فقد كان سببها هو الرغبة في الإنتقام ، هو تلبية هذا الداعي العاطفي"-ثورة الحسين-ظروفها الإجتماعية- للإمام شمس الدّين.
وبعض الحركات الأخرى كانت مرفوضة في أساليبها إضافة إلى قناعة الأئمة بفشلها وأنها لن تحقق إلا مزيداً من الآلام والمحن كحركة زيد النار التي وقف الإمام الرضا منها موقفاً سلبياً حيث قال لزيد:"ويحك يا زيد ما الذي غرّك حتى أرقت الدّماء وقطعت الّسبيل.."-سيرة الأئمة-البحار-.
ومثلها حركة صاحب الزنج الذي" لم تكن ثورته تجسيداً لأطروحة أهل البيت لما ارتكبته ثورته من قتل الكثير من الناس وسلبه الأموال وإحراقه المدن وسبيه النساء، كل ذلك بالجملة وبلا حساب أو رادع من دين"-الأئمة الإثنا عشر-.
وعلى كل حال فقد كانت هذه الإنتفاضات في وادٍ والأئمة في وادٍ آخر وعدم توليهم لقيادتها خير دليل على ذلك فإن مشروع الأئمة كان يتمثل في قيادة الثورة الثقافية كما جاء في كتاب"سيرة الأئمة" -للسيد هاشم معروف-"وفي الوقت الذي كانت ترتفع فيه الأصوات ضد الحاكمين كان الأئمة عليهم السلام يقودون الثورة الثقافية التي فرضتها مصلحة الإسلام يوم ذاك وكان النجاح حليفها في مختلف الميادين".
هذا هو النهج الذي سار عليه الأئمة بعد استشهاد الإمام الحسين وقبل الإمام الكاظم وبعده حيث لم تتوفر لهم ظروف التحرك السياسي للنهوض بالمشروع السياسي الّذي تنتظم فيه الأمة بكل طوائفها ومذاهبها ولذلك بدأ الإعداد في تلك المرحلة من حياتهم لتقبُّل غياب القيادة الموعودة إيماناً منهم بغياب العناصر التي تؤدي إلى نجاح المشروع الموروث والذي أوكل تحقيقه إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه بإقامة الدولة الدينية. وعليه، فلم يبقَ في عصرهم وعصر الغيبة مشروع سوى المشاركة في مشروع الأمَّة الموجود والمساهمة في رفع مستواها الثقافي من خلال نشر تعاليم الإسلام والمعرفة الدينية من دون أن يكون للأئمة وشيعتهم مشروع سياسي يختصون به وينفردون به عن الأمة التي يجب أن يبقوا جزءاً منها آمالها هي آمالهم وتطلعاتها هي تطلعاتهم والنظام السياسي الذي تختاره الأمة والجماعة هو نظامهم فليس لهم نظام سياسي أو نظرية سياسية خاصة بهم لعدم وجود الموضوع لهذا الكلام في حياة الأئمة ولا لأتباعهم في عصر الغيبة .
هذا ما أردت بيانه باختصار مع يقيني بأن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والتأمل في بعض جوانبها والله وراء من القصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لندن-28/4/2001
مصدر البحث: Al-Ghadeer عن مجلة الغدير لندن –عدد 37-صفر\1422 هـ - مركز الامام الخوئي
العنوان على الغلاف الخارجي للمجلة:
في ندوة عن الامام الكاظم(ع) آية الله السيد علي الأمين:
لا أجد في حياة الأئمة بعد الامام الحسين (ع) سعياً إلى استلام القيادة السياسية.
28/4/2001 لندن
ادرج هذا البحث حاليا للتدريس في المنهج من قبل بعض الأساتذة في العراق في جامعة بغداد- كلية الآداب -معهد الدراسات الإسلامية العليا
الإثنين أغسطس 26, 2024 4:53 pm من طرف nader
» لبنان الذي يشبه الثنائي مرفوض من عموم اللبنانيين
الثلاثاء يوليو 23, 2024 12:00 pm من طرف nader
» مآسي غزّة
الأربعاء يوليو 10, 2024 7:55 pm من طرف nader
» الإمام زيد والخلفاء
الأحد يوليو 07, 2024 10:40 am من طرف nader
» فقد الأحبّة
الإثنين مايو 13, 2024 5:55 pm من طرف nader
» كيف تصفد الشياطين في شهر رمضان؟
الجمعة مارس 15, 2024 10:58 am من طرف nader
» ولاء الشيعة في لبنان لوطنهم
الجمعة فبراير 23, 2024 3:55 pm من طرف nader
» روابط المذاهب والأديان ليست على حساب الأوطان
الأربعاء فبراير 21, 2024 5:32 pm من طرف nader
» رفض الإرتباط بالخارج بنظام ولاية الفقيه وغيره
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:48 pm من طرف nader
» موقعي مع اللبنانيين
الأربعاء فبراير 21, 2024 4:30 pm من طرف nader
» Identity and Citizenship as a Human Vision
الإثنين ديسمبر 18, 2023 1:38 pm من طرف admin
» الهوية والمواطنة – رؤية إنسانية
الإثنين ديسمبر 18, 2023 1:25 pm من طرف admin
» اللجنة الدائمة للحوار الإسلامي المسيحي بين مجلس حكماء المسلمين والفاتيكان
الإثنين ديسمبر 18, 2023 1:06 pm من طرف admin
» العلاّمة السيد علي الأمين في مؤتمر علوم الأديان والتنشئة على المواطنية: للانتقال إلى تعليم يعزز الإنتماء إلى الوطن
الإثنين ديسمبر 18, 2023 12:49 pm من طرف admin
» سؤال حول تفسير ايات
الإثنين ديسمبر 18, 2023 12:33 pm من طرف admin
» تعزيز قيم المساواة والتعايش الإنساني
الأربعاء ديسمبر 13, 2023 11:58 am من طرف admin
» ندوة جنوبية في الذكرى الثانية على رحيل المفكر العلامة السيد محمد حسن الأمين
الأربعاء ديسمبر 13, 2023 11:48 am من طرف admin
» المواطنة والإنسانية
الأربعاء ديسمبر 13, 2023 11:32 am من طرف admin
» حرب المشركين وأعوانهم-ظروفها وأسبابها-
الإثنين نوفمبر 27, 2023 8:29 pm من طرف nader
» حوار قناة العربية مع العلاّمة السيد علي الأمين – برنامج سؤال مباشر – خالد مدخلي
الجمعة سبتمبر 29, 2023 8:50 pm من طرف admin
» لعلاّمة السيد علي الأمين استقبل منصة الحوار والتعاون من كايسيد
الجمعة سبتمبر 29, 2023 8:36 pm من طرف admin
» الحرب الدفاعية
الإثنين سبتمبر 04, 2023 9:45 am من طرف nader
» سبي النساء وقوانين الحرب
الأحد سبتمبر 03, 2023 5:29 pm من طرف nader
» العلاّمة الأمين: هي جنايات الإنسان وليست جنايات الأديان
الإثنين مارس 06, 2023 12:25 pm من طرف admin
» كيف نتجنب الحروب؟ كلمة العلامة السيد علي الأمين في منتدى أبو ظبي للسلم
الإثنين مارس 06, 2023 11:57 am من طرف admin