إختلاف المواقف بين السيد فضل الله والسيد الأمين

الشبكة الليبرالية السعودية تحاور العلامة السيد علي الأمين
بتاريخ تموز 2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س ـ لماذا رفضك الشيعة بشكل قاطع وأغلبيتهم في كل الدول والعالم ولم يرفضوا السيد محمد حسين فضل الله رحمة الله تعالى عليه بالرغم من أن كلا الفكرين يسيران باتجاه واحد وهو الوحدة الإسلامية ؟!

ج - لعل السبب معظمه يعود إلى المواقف السياسية التي اتخذناها ضد السياسة الطائفية التي اعتمدتها الواجهة السياسية والحزبية للشيعة سواءً في لبنان أوالعراق أوإيران وغيرها. وقد كان السيد فضل الله رحمه الله خصوصاً في سنواته الأخيرة غير معترض على الأقلّ على تلك السياسة التي اعتمدتها إيران في لبنان والعراق والخليج مع أن تلك السياسة هي المسؤولة عن تصعيد الخلافات المذهبية واسترجاعها من التاريخ فهو كان يرفض مثلاً ولاية الفقيه على صعيد علم الفقه ولكنّه لم يعترض على سياسة الفقيه الدّاخليّة والخارجية!
-----------
- إيضاح وتتميم-
إن نظرية ولاية الفقيه أصبحت نظاماً سياسياً حاكماً في إيران ولم تعد مجرد مسألة فقهية يبحث في علم الفقه عن أدلتها.وأصبح الأمر يتطلب موقفاً من أداء النظام وممارساته عملاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وقد تم الترويج لكثير من العلماء ومراجع الدين على أنهم يخالفون نظرية ولاية الفقيه على صعيد علم الفقه في الوقت الذي كانوا يعلنون فيه التأييد المطلق للسياسة الإيرانية داخلياً وخارجياً أو على الأقل كانوا لا يظهرون اعتراضاً على سياسة القمع الداخلي التي حصلت للمعارضة في إيران ولا على سياسة النفوذ الخارجي التي اعتمدها النظام في لبنان والعراق والخليج وهي السياسة التي أحدثت الخلافات بين المسلمين وساهمت في إيقاظ الصراع المذهبي بينهم، وما أوجد الخلاف والشقاق هو نظرية ولاية الفقيه بالمعنى السياسي لها وتطبيقات النظام لها في الداخل والخارج،وأما نظرية ولاية الفقيه بالمعنى الفقهي التي كان البحث عنها في علم الفقه موجوداً قبل وجود النظام فلم تكن من أسباب الخلاف بين المسلمين!.