رفض الدخول في الأحداث السورية

الإعلامي صبحي الدبيسي من جريدة السياسة الكويتية يحاور العلامة السيد علي الأمين ـ 26 تشرين الأول 2012م

س-هل تتخوفون من تداعيات محلية لدخول "حزب الله" إلى جانب النظام السوري في تصديه للانتفاضة؟
ج-لا شك بأن "حزب الله" إذا أعلن أنه سيدخل في الصراع إلى جانب النظام السوري, سيكون لهذا التدخل تداعيات كثيرة على لبنان, لكن (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله قال: "نحن لن ندخل في هذه الحرب, ولكن قد ندخل في ما بعد", هذا أمر يجب عدم الدخول فيه, بل هو من المخاطر الكبرى ليست على "حزب الله" وحده, وإنما على لبنان والمنطقة, لأن هذا سيشعل المنطقة بالعداوات الدينية والمذهبية, ولا نرى أن هناك من يستفيد من هذا التدخل, ولذلك مطلوب من "حزب الله" ألا يدخل في صراع داخلي في سورية, وأن يكون في الحقيقة كما تعلن الحكومة اللبنانية عن سياسة النأي بالنفس وهو شريك فاعل في هذه الحكومة, ويجب أن يترجم هذه السياسة بعدم التدخل نهائياً.

س-لكن الوقائع على الأرض أكدت سقوط شهداء ل¯"حزب الله" في الداخل السوري, كما تناقلت وسائل الإعلام بأن الحزب قصف مواقع المعارضة في الزبداني عبر مدفعيته في الهرمل, كيف تفسرون ذلك؟
ج-نحن كما قلنا مراراً نرفض التدخل في ما يجري من أحداث داخل سورية, سواء من "حزب الله" أو من غيره, ولا نرى في ذلك مصلحة, لا للسوريين أنفسهم ولا للبنانيين, لأن أي تدخل من أي حزب أو تنظيم لبناني على الساحة السورية سينقل سريعاً التداعيات إلى الساحة اللبنانية وكأننا بذلك كالذي يحاول أن يدمر بيته بيده. ولذلك هذا أمر مرفوض جداً. ويجب أن تخرج الأصوات من اللبنانيين, ومن الطائفة الشيعية بالخصوص, وأنها ترفض بأن تكون جزءاً من الصراع الجاري على الأراضي السورية, ولا يجوز أن ننحاز إلى فريق دون آخر. ويجب أن نسعى إلى وقف سفك الدماء ونسعى للإصلاح مع تأييدنا الكامل لمطالب الشعب المشروعة ورفضنا للظلم الذي يتعرض له.